أساطير شائعة حول التغذية أثناء الرضاعة

ليلى عمران
By ليلى عمران
10 Min Read

أساطير حول التغذية أثناء الرضاعة تكثر بين الأمهات الجدد، حيث تبرز المخاوف والتصورات الخاطئة المتعلقة بالنظام الغذائي اللازم لزيادة إنتاج الحليب وصحة الأم والطفل. تعتقد بعض الأمهات أن الطعام الذي تتناوله يؤثر بشكل كبير على جودة الحليب، بينما في الحقيقة، يعد التركيز على تناول أطعمة مغذية ومتوازنة أمرًا أكثر أهمية. هذا المقال يسلط الضوء على أبرز تلك الأساطير ويقدم نصائح غذائية تعزز من تجربتكن أثناء فترة الرضاعة، مشيراً لأهمية الترطيب وتجنب الأنظمة الغذائية القاسية. في نهاية المقال، ستتبدد العديد من المخاوف وسيتضح لكِ كيفية اتباع نظام غذائي سليم دون الخوف من الخرافات.

خرافة زيادة إنتاج الحليب بالاستغناء عن الطعام

تعتقد العديد من الأمهات أن تقليل كميات الطعام التي يتناولنها قد يزيد من إنتاج الحليب. إلا أن هذا الافتراض يحمل مضارًا كبيرة على صحتهن وعلى جودة إدرار حليبهن. الجسم أثناء فترة الرضاعة يحتاج إلى سعرات حرارية إضافية لضمان أن يكون حليب الثدي غنيًا ومغذيًا للرضع.

تعتبر التغذية السليمة من ركائز نجاح الرضاعة الطبيعية. من المهم أن تتناول الأمهات ما لا يقل عن خمس حصص من الخضار والفواكه يوميًا. التغذية المتوازنة تعزز إنتاج الحليب وتساعد الأم على التعافي بعد الولادة. فالجسم يعمل كعنصر تعبئة وليس كخزّان، لذا الاعتماد على تقليل كميات الطعام قد يؤدي إلى نقص العناصر الغذائية الضرورية.

بالإضافة إلى ذلك، يجدر بالأمهات الانتباه إلى أنواع الطعام الذي يتناولنه. بعض الأطعمة قد تسبب المغص للطفل، ولذا يجب اختيار الأغذية بذكاء. لذا فإن التركيب الغذائي والذي يتضمن البروتينات والدهون الصحية هو المفتاح لنجاح الرضاعة.

وفق دراسة، “الرضاعة الطبيعية تحتاج إلى دعم غذائي فعال لزيادة إدرار الحليب وتحسين صحة الأم والطفل” (BBC).

يمكن للأمهات البحث عن أفكار للوجبات الغنية بالمغذيات من خلال قراءة المزيد عن النظام الغذائي المثالي للأمهات المرضعات لتحقيق أفضل النتائج في تجربتهن مع الرضاعة.

## الخرافة حول أنواع الأغذية المحظورة

تُعتبر فكرة منع بعض الأطعمة أثناء الرضاعة من الأساطير الشائعة التي تؤثر على الأمهات. يعتقد البعض أنه يجب تجنب الشوكولاتة والأطعمة الحارة تمامًا، خشية أن تلحق الضرر بالرضيع. ولكن الحقيقة مُغايرة تمامًا. يُظهر البحث أن معظم الأطعمة، بما في ذلك تلك التي تُعتبر «مُحظورة»، يمكن تناولها باعتدال دون التأثير سلبًا على حليب الأم.

تأثير الأغذية على الرضاعة يعتمد بشكل أكبر على التنوع الغذائي. ينصح بتناول مزيج من الخضار والفواكه، بالإضافة إلى البروتينات والدهون الصحية. يجب على الأمهات الحرص على تناول ما لا يقل عن خمس حصص من الخضار والفواكه يوميًا للحصول على العناصر الغذائية اللازمة.

من المهم أيضًا الانتباه إلى أن الأطعمة الغنية بالبهارات أو الكافيين لا تؤثر بشكل كبير على جودة حليب الثدي. بدلاً من ذلك، يمكن لبعض الأطعمة أن تضفي نكهات مثيرة لحليب الأم، مما يساعد على توعية الطفل بالأطعمة المختلفة في المستقبل.

لذا، يمكن للأمهات تناول كل ما يناسبهن، شريطة أن تكون اختياراتهن متوازنة وصحية. وللمزيد من النصائح حول الأغذية المناسبة، يمكن الاطلاع على النظام الغذائي للأم المرضعة.

يجب على الأمهات اتباع نظام غذائي متوازن لتحسين إنتاج الحليب وضمان صحة الرضيع. — CDC

## ترطيب الأمهات المرضعات

ترطيب الجسم يعد محورياً للأمهات المرضعات، فالكثير منهن يعتقدن أن شرب الماء فقط هو ما يكفي للحفاظ على الرطوبة. في الواقع، يجب أن تتناول الأمهات مجموعة متنوعة من السوائل، بما في ذلك العصائر والأعشاب والماء. هذه العادة تساهم في تعزيز صحة الأم وإنتاج الحليب.

يحتاج جسم الأم المرضعة إلى 2-3 لترات من السوائل يومياً. عدم تناول الكميات اللازمة من السوائل قد يؤثر سلباً على إدرار الحليب. فعندما تكون المرأة مرطبة جيداً، تزداد فرصها في توفير حليب كافٍ وغني بالمواد الغذائية لطفلها.

تتضمن بعض النصائح العملية للاحتفاظ بترطيب الجسم تناول السوائل بشكل منتظم خلال اليوم، مثل تناول كوب من الماء قبل الرضاعة. كما ينصح بتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين بكثرة، فهذه قد تسبب الجفاف.

لذا، يجب أن نتذكر أن الترطيب ليس مجرد شرب الماء، بل هو نظام غذائي متكامل من السوائل التي تدعم صحة الأم. بالنسبة لبعض الأمهات، قد تكون وجبات خفيفة صحية وسيلة رائعة لزيادة السوائل التي يتناولنها. يمكن الاطلاع على نصائح عملية للبقاء رطبًا أثناء الرضاعة.

أساطير تتعلق بتأثير الأدوية على الرضاعة

تعتبر الخرافات حول تناول الأدوية أثناء الرضاعة من الأمور الشائعة التي تثير قلق الأمهات. تعتقد الكثيرات أن تناول أي دواء قد يعني نهاية الرضاعة، وهو اعتقاد مضلل. في الحقيقة، غالبية الأدوية التي تُستخدم تتوافق مع إجراءات الرضاعة.

تسجل الدراسات أن بعض الأدوية آمنة للاستخدام خلال فترة الرضاعة الطبيعية، حيث يمكن للأمهات الاعتماد على توصيات الأطباء. ومع ذلك، يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل تناول أي دواء، حيث تختلف الأدوية من حيث تأثيرها على حليب الثدي.

تجدر الإشارة إلى أن بعض الأدوية قد تؤثر على إنتاج الحليب أو جودته، ولكن هذا لا يعني التوقف عن الرضاعة. بدلاً من ذلك، يمكن للأمهات متابعة الرضاعة مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة مع الأدوية أو حتى تغيير نظام العلاج إذا استدعى الأمر.

وبالتالي، تشجع الأمهات على عدم الانجراف وراء الخرافات الكاذبة، بل مراجعة الحقائق الطبية والاستغلال الجيد لمعلومات موثوقة. تذكر دائمًا أنه لا نوع طعام يجب تجنبه أثناء الرضاعة، ويمكن للأمهات الحفاظ على صحة جيدة لدعم تجربتهن مع الرضاعة. كما أن الرضاعة الطبيعية تعتبر أحد الأسرار الغذائية الهامة التي تحتاج إلى الدعم الجيد وتوفير المعلومات الدقيقة.

“تعتبر الرضاعة الطبيعية فترة حرجة يحتاج فيها الجسم إلى غذاء مناسب لدعم الصحة الجسدية للأم وضمان جودة الحليب المُقدم للطفل.” — المصدر: بي بي سي عربية

للتلخيص …

ختامًا، من المهم أن تدرك الأمهات أن الكثير من المعلومات حول التغذية أثناء الرضاعة مبنية على أساطير. يجب التركيز على تناول غذاء متوازن يحتوي على العناصر الغذائية اللازمة، إلى جانب أهمية التواصل مع الأطباء والمختصين للحصول على مشورة صحيحة. بموضوعية، نجد أن الاهتمام بالتغذية السليمة والترطيب هو المفتاح لضمان صحة جيدة لك ولطفلك، وإنتاج حليب كافٍ لتلبية احتياجاته.

أسئلة متكررة حول الأساطير المرتبطة بالتغذية أثناء الرضاعة

ما هو النظام الغذائي للمرأة المرضعة؟

اختاري الأطعمة الغنية بالحديد والبروتين والكالسيوم. ومن الخيارات الأخرى التي يمكنكِ الاستعانة بها البيض ومنتجات الألبان. أما العناصر الغنية بالكالسيوم فتشمل مشتقات الحليب والخضراوات الخضراء الداكنة. وهناك اختيارات أخرى تتضمن المنتجات الغنية والمعززة بالكالسيوم مثل العصائر وحبوب الإفطار وحليب الصويا ولبن الصويا والتوفو.

كم مدة الرضاعة المشبعة لحديثي الولادة؟

كم تبلغ مدة الرضاعة الطبيعية لحديثي الولادة؟ تختلف مدة الرضاعة الطبيعية من طفل لآخر، ولكن في المتوسط يستغرق حديثو الولادة من 20- 45 دقيقة في الرضعة بمعدل 10- 20 دقيقة تقريبًا لكل ثدي، ويجب استشارة الطبيب أو اختصاصية الرضاعة الطبيعية إذا كان الطفل يرضع أقل من 10 دقائق أو أكثر من 50 دقيقة في الرضعة الواحدة.

هل يمكن الأكل أثناء الرضاعة؟

تناول الأطعمة الصحية من الخضراوات والفاكهة قليلة السعرات الحرارية، كما ينصح بتناول منتجات الألبان قليلة الدسم بالإضافة للبروتينات والحبوب الكاملة. تجنب تناول الوجبات عديمة الفائدة الغذائية مثل الوجبات السريعة، لاحتوائها على تركيز عالي من الدهون والصوديوم والسعرات الحرارية.

متى تنتهي فترة الرضاعة الطبيعية؟

يُوصى بالرضاعة الطبيعية الحصرية (أي أنه يتناول حليب الأم فقط، مع عدم تضمين الحليب الصناعي) مدة الستة أشهر الأولى من حياة الطفل، ويمكنك بعد ذلك، البدء بإدخال الأطعمة المتنوعة بجانب الرضاعة الطبيعية حتى يبلغ عمر السنتين، كي تحصلي أنتِ وطفلك على الفائدة الكاملة.

Share This Article