الصحة العقلية بعد الولادة قضية هامة تحتاج إلى اهتمام خاص. الاكتئاب بعد الولادة هو حالة شائعة تصيب الأمهات، وتظهر عادة بعد أيام أو أسابيع من الإنجاب. ينبغي على الأمهات مراعاة عدة أعراض مثل الشعور بالحزن، تغييرات في النوم، فقدان الاهتمام، والتعب المستمر. تشمل أيضا الأعراض القلق وتقلبات المزاج. التعامل مع هذه الأعراض قد يسهم في التكيّف الجيد بعد الولادة. دعونا نستعرض في هذا المقال سبعة أعراض يجب مراقبتها على وجه الخصوص.
مقدمة حول الاكتئاب بعد الولادة
يُعتبر الاكتئاب بعد الولادة حالة شائعة تصيب العديد من الأمهات بعد الإنجاب. وفقًا للتقديرات، يعاني حوالي 10% من الأمهات الجدد من أعراض هذا الاكتئاب. يمكن أن تظهر هذه الأعراض في أي وقت خلال الأسابيع التي تلي الولادة، وغالبًا ما تُعدُّ جزءًا طبيعيًا من العملية الانتقالية للأم الجديدة.
تتضمن هذه الحالة مجموعة متنوعة من المشاعر السلبية مثل الحزن والقلق، مما يؤثر على قدرة الأم على التكيف مع دورها الجديد. تتراوح الأعراض بين القلق البسيط وفقدان الاهتمام بالأمور اليومية.
تجدر الإشارة إلى أن الاكتئاب بعد الولادة قد يتسبب في آثار سلبية على صحة الأم وصحة طفلها. لذا، من المهم أن تكون الأمهات مدركات لهذه الحالة وأن يسعين للحصول على الدعم والمساعدة اللازمة. تشير الأبحاث إلى أن التغيرات الهرمونية تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة به، خصوصًا في الفترات الحرجة بعد الولادة، مما يستدعي وعيًا أكبر حول كيفية التعرف على الأعراض وإدارتها.
أعراض الاكتئاب بعد الولادة
تعتبر الفترة بعد الولادة من أكثر الفترات حساسية للأمهات، حيث تتعرضن لمجموعة من المشاعر المتباينة. من المهم التعرف على أعراض الاكتئاب التي قد تظهر في هذه الفترة. إليكم أبرز سبعة أعراض يجب مراقبتها:
1. الشعور بالحزن الشديد
قد تشعر الأمهات بالحزن المستمر الذي يتجاوز الشعور الطبيعي بعد الولادة. هذا الحزن يمكن أن يأتي بدون سبب واضح وقد يكون شديدًا وعميقًا.
2. فقدان الاهتمام بالأشياء
يمكن أن تتعرض الأمهات لفقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة التي كن يستمتعن بها سابقًا، مثل الهوايات أو حتى الاعتناء بالطفل.
3. التعب الشديد
التعب الذي يشعر به الأمهات قد يكون غير عادي، حيث يشعرن بالإرهاق حتى بعد ساعات من النوم. هذه الحالة قد تؤثر على قدرتهن على القيام بالمهام اليومية.
4. صعوبات النوم
مواجهة مشاكل في النوم، بما في ذلك الأرق أو النوم المفرط، تكون شائعة بين الأمهات. التغيرات في أنماط النوم يمكن أن تسهم في تفاقم الأعراض.
5. القلق والتوتر
قد يشعر البعض بشعور مستمر من القلق، مما يؤثر على قدرتهم على التفاعل مع الآخرين أو الاستمتاع بلحظات مع الطفل.
6. تقلبات مزاجية
هذه التغيرات العاطفية يمكن أن تشمل الانفعالات المفاجئة أو الشعور بالغضب، مما قد يكون مزعجًا للأمهات وأسرهن.
7. أفكار سلبية أو كئيبة
من الممكن أن تتسرب إليهن أفكار سلبية حول قيمتهن كأمهات، مما يسبب القلق والخوف حيال رعاية الطفل. قد تظهر أيضًا أفكار حول إيذاء النفس أو الطفل، مما يتطلب التقييم الفوري من الأخصائيين.
يجب على النساء مراجعة الطبيب إذا استمرَّ شعورهنَّ بالحزن ووجدنَ صعوبةً في القيام بنشاطاتهن المعتادة لأكثر من أسبوعين بعد الولادة.
المصدر: مايو كلينيك
يرجى الانتباه إلى هذه الأعراض، والنظر في الدعم المتاح. الدعم المناسب يمكن أن يكون فارقًا كبيرًا.
أسباب وعوامل الخطر
يعتبر الاكتئاب بعد الولادة حالة شائعة قد تواجه الأمهات الجدد. تنشأ تلك الحالة بسبب عدة عوامل معقدة تتداخل بينها.
التغيرات الهرمونية
التغيرات الفجائية في هرمونات الجسم بعد الولادة تشكل أحد الأسباب الأساسية. هذه التغيرات يمكن أن تؤثر على مزاج المرأة.
العوامل النفسية
يمكن أن تلعب العوامل النفسية دورًا فاعلاً. النساء اللاتي تعرضن لاكتئاب سابق أو تعرضن لضغوطات نفسية أثناء الحمل قد يكنّ أكثر عرضة للإصابة.
القلق والتوتر
الشعور بالقلق والتوتر قد يتزايد بعد الولادة. الضغوط الناتجة عن مسؤولية رعاية طفل جديد يمكن أن تؤدي إلى مشاعر عدم الكفاءة.
العوامل الاجتماعية
الدعم الاجتماعي القليل أو الانعزال عن الأهل والأصدقاء قد يزيد من خطر تعرض الأم للاكتئاب. العزلة الاجتماعية تمثل عقبة حقيقية تعيق الحصول على الدعم المطلوب.
توصي منظمة الصحة العالمية بأن حوالي 10٪ من النساء الحوامل و13٪ من النساء في النفاس يعانين من الاكتئاب.
المصدر
من المهم أن تكون الأمهات حذرين في مراقبة أي أعراض تظهر بعد الولادة. التفاعل مع مقدمي الرعاية الطبية قد يسهل الوصول إلى المساعدة في الوقت المناسب.
الدعم والعلاج: طرق الدعم المتاحة للأمهات
الاكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يكون عبئًا نفسيًا ثقيلًا على الأمهات الجدد. لحسن الحظ، هناك العديد من وسائل الدعم المتاحة. تشمل هذه الوسائل العلاج السلوكي المعرفي، والذي يُعتبر من أكثر الطرق فعالية. يركز هذا النوع من العلاج على تغيير الأنماط الفكرية السلبية وتطوير استراتيجيات مواجهة جديدة.
أهمية الاتصال بالأطباء ومقدمي الرعاية الصحية
من الضروري أن تتواصل الأمهات مع مقدمي الرعاية الصحية. يمكن أن يوفروا تقييمات نفسية دقيقة ويرشدون الأمهات إلى خيارات العلاج المناسبة. في حالة استمرار الأعراض لأكثر من أسبوعين، يجب طلب المساعدة. كما أن التحدث عن المشاعر والتحديات اليومية يساعد في تقليل الشعور بالعزلة والاكتئاب.
وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 10% من النساء قد يعانين من الاكتئاب بعد الولادة. لذا، من المهم عدم التردد في طلب الدعم.
“تتطلب هذه الأعراض رعاية فعلية، حيث أن إهمالها يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أكبر” المصدر.
يجدر بالملاحظة أن الدعم الاجتماعي أيضًا يعتبر عنصرًا حاسمًا. يجب على الأمهات الانفتاح على الأصدقاء والعائلة، الذين يمكنهم تقديم الدعم اللازم. في نهاية المطاف، أخذ الخطوات لتلقي الدعم يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في الصحة النفسية. من الضروري أن تعتني الأمهات بأنفسهن من أجل الحفاظ على صحة جيدة ورعاية فعالة للأطفال.
لتلخيص …
في الختام، يعد الاكتئاب بعد الولادة أمرا شائعا ومتطلبا دعما خاصا. على الأمهات مراقبة الأعراض التي تم توضيحها في هذا المقال، واستشارة مختصين إذا استمرت تلك الأعراض أو تفاقمت. يجب على المجتمع بأسره أن يكون داعماً للأمهات الجدد، حيث أن صحتهم النفسية تؤثر بشكل مباشر على رعاية أطفالهم وتكوين عائلتهم. لذا، لا تترددوا في البحث عن المساعدة إذا لزم الأمر.
أسئلة شائعة حول أعراض الاكتئاب بعد الولادة
كيف أعرف أني أعاني من الاكتئاب بعد الولادة؟
من الشائع أن تشعر الأمهات بالكآبة والقلق بعد يومين أو ثلاثة أيام من الولادة. وقد تجد الأم نفسها تبكي دون سبب، أو تواجه صعوبة في النوم، أو تشك في قدرتها على رعاية الطفل الجديد. وتوضّح الدكتورة ستوبي أن ذلك “يعود بصفة أساسية للتغيير الذي يطرأ على هرمون البروجستيرون”.
ما هي أعراض الاكتئاب عند الأم؟
ما هي أعراض كآبة الأمومة؟الحزن والبكاء دون سبب واضح.نفاذ الصبر.الهيجان.عدم الراحة.القلق.الأرق (حتى عندما يكون الطفل نائماً).ضعف التركيز.التقلب في المزاج.
متى تستقر هرمونات المرأة بعد الولادة؟
تتضمن فترة النفاس ما قد يصل إلى 8 أسابيع من خروج الدم. تتضمن فترة النفاس أيضاً انتفاخه البطن، فلن يعود شكل البطن فوراً إلى ما كان عليه، حيث يحتاج الرحم إلى فترة 6 إلى 8 أسابيع للعودة لحجمه الطبيعي، تزداد الفترة لدى النساء المرضعات بسبب الانخفاض المستمر في هرمون الاستروجين لديهن.
كيف أعرف أن لدي اكتئاب حمل؟
علامات الاكتئاب أثناء الحمل: الشعور بالذنب، أو اليأس، أو انعدام القيمة. النوم أكثر من المعتاد، أو صعوبة في النوم. فقدان الشهية، أو فقدان الوزن، أو الأكل أكثر من المعتاد وزيادة الوزن. الشعور بالتعب الشديد، أو انعدام الطاقة.
