تعتبر الرضاعة الطبيعية الممتدة موضوعًا مثيرًا للجدل، وهناك العديد من الخرافات التي تسيطر على آراء الأمهات بشأنها. في هذا المقال، سنعرض 10 خرافات شائعة حول الرضاعة الطبيعية الممتدة ونفندها بالحقائق العلمية، مع التركيز على فوائدها وأثرها على صحة الأطفال والأمهات. سنناقش المواضيع الهامة مثل الفطام والقبول الاجتماعي وهما أمران يؤثران على الكثير من الأمهات. فابقِ معنا لاكتشاف الحقائق خلف هذه الأساطير.
الخرافة الأولى: الرضاعة الطبيعية الممتدة ضارة للأطفال
تُعتبر فكرة أن الرضاعة الطبيعية الممتدة ضارة للأطفال من الخرافات الشائعة. يعتقد الكثيرون أن استمرار الرضاعة بعد العام الأول يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على صحة الطفل. لكن الأبحاث والدراسات تُظهر عكس ذلك تمامًا.
تشير التقارير العلمية إلى أن الرضاعة الطبيعية الممتدة تُعزز من صحة الطفل بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، يساعد حليب الأم في تعزيز المناعة وتقليل معدلات الإصابة بالأمراض.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بالرضاعة الطبيعية المقتصرة على حليب الثدي لمدة بعد الولادة، والرضاعة الطبيعية مع تناول الأغذية الصلبة حتى سن عام واحد على الأقل. المصدر
.
علاوة على ذلك، تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يرضعون رضيعة طبيعية أقل عرضة للإصابة بالعدوى، مما يبرز الفوائد الصحية الممتدة للرضاعة الطبيعية. تظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يستمرون في الرضاعة الطبيعية لفترة أطول يشعرون بزيادة في مستوى المناعة.
كما أن الرضاعة الطبيعية الممتدة تتلقى دعمًا كبيرًا من قبل المتخصصين في الرعاية الصحية. إذ يشدد الأطباء على أن هذه الممارسة تُعد طريقة غنية بالتغذية للطفل وتساهم في دعمه خلال مراحل نموه. بعبارة أخرى، ليست الرضاعة الممتدة ضارة بل هي خطوة إيجابية لصحة الأطفال وأمهاتهم.
الخرافة الثانية: أمد الرضاعة الطبيعية يسبب مشاكل الفطام
تتداول بعض الأمهات فكرة أن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية قد يؤدي إلى صعوبات عند الانتقال إلى مرحلة الفطام. هذه الخرافة تستند إلى قلق طبيعي وسط التغيرات التي تمر بها الأسرة عند بدء الفطام. لكن المتخصصين يرون أن الفطام التدريجي يمكن أن يتم بسلاسة، سواء كان الطفل قد رضع لفترة طويلة أم قصيرة.
أهمية الفطام التدريجي
الفطام التدريجي هو عملية تشمل التقليل التدريجي للرضاعة، مما يساعد الطفل على التأقلم بدون ضغط كبير. الأمهات يمكنهن البدء بإدخال الأطعمة الصلبة تدريجيًا، مما يعزز من تنوع النظام الغذائي للطفل. بالإضافة إلى ذلك، يوفر هذا الأسلوب الوقت اللازم لكلا الطرفين لتقبل التغيرات.
تخفيف صعوبة الفطام
من المهم أن تتذكر الأمهات أنه لا توجد طريقة واحدة صحيحة للفطام. يجب على الأم التعامل مع الأمر برفق، وتوفير الدعم العاطفي للطفل خلال هذه المرحلة الحاسمة. بدلاً من سحب الطفل من الرضاعة بشكل مفاجئ، يمكن أن تتيح له مزيدًا من الوقت للتكيف مع التغييرات.
استندت عدة دراسات إلى فكرة أن الرضاعة لفترة طويلة لا تؤدي بالضرورة إلى صعوبات عند الفطام. وفقًا للجمعية الأمريكية لطب الأطفال، فإن الفطام يمكن أن يتم بطريقة سلسة إذا تم بشكل مدروس ومتعاطف.
“تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين تواصلت أمهاتهم في الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة يمكن أن يتقبلوا الفطام برفق أكبر.”
في نهاية المطاف، الفطام يجب أن يكون قرارًا يتخذ بناءً على ما هو مناسب للأم وطفلها. يصبح من الواضح أن الخرافة المتعلقة بالصعوبة المرتبطة بالرضاعة الطبيعية الممتدة ليست سوى مخاوف يمكن تجاوزها بسهولة بالتخطيط والتفهم.
الخرافة الثالثة: الإرضاع يدفع الطفل للشعور بفقدان الاستقلال
هناك اعتقاد خاطئ يشير إلى أن الرضاعة الطبيعية الممتدة قد تؤدي إلى ضعف استقلالية الطفل. يعتقد البعض أن استمرار الرضاعة بعد العام الأول يمنع الطفل من تطوير شعور الاستقلال. ومع ذلك، فإن الأبحاث تشير إلى عكس ذلك تمامًا.
تعزيز الروابط العاطفية
تعتبر الرضاعة الطبيعية وسيلة قوية لتعزيز الروابط العاطفية بين الأم والطفل. خلال هذه الفترة، يتطور نظام الأمن والثقة لدى الطفل، مما يسهم في تعزيز شعوره بالاستقلال. هذه الروابط العاطفية تعزز من تطور الطفل النفسي والاجتماعي.
دعم التطور النفسي والاجتماعي
الأطفال الذين يتم إنضاجهم عبر الرضاعة الطبيعية الممتدة غالبًا ما يظهرون مهارات تواصل أفضل وثقة أكبر بالنفس. فهم يتعلمون أن لديهم مكانًا آمنًا للعودة إليه. هذه البيئة تمدهم بالقوة للانطلاق نحو الاستقلال.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن تستمر الرضاعة الطبيعية حتى السنة الثانية أو أكثر، لما لها من فوائد صحية استثنائية. المصدر
بدلاً من أن يشعر الطفل بالاعتماد على والدته، فإن الرضاعة الطبيعية الممتدة تدخل في إطار رعاية صحية شاملة تعود بالنفع على كلا الطرفين.
الخرافة الرابعة: الرضاعة الطبيعية الممتدة تسبب ترهل الثديين
تعتبر خرافة أن الرضاعة الطبيعية الممتدة تؤدي إلى ترهل الثديين من المفاهيم الخاطئة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على قرار الأمهات بالاستمرار في الرضاعة. فعلى الرغم من انتشار هذا الاعتقاد، إلا أن العلم يثبت أن هناك عوامل متعددة تلعب دورًا في شكل الثدي، كعوامل الوراثة، والعمر، والوزن.
تشير الأبحاث العلمية إلى أن فترة الرضاعة لا تؤثر بشكل مباشر على شكل الثدي، بل يلعب نمط الحياة والعوامل البيئية دورًا أكبر. تحتاج الأمهات إلى التوعية بأن الرضاعة الطبيعية قد تكون لها فوائد صحية أيضًا، مثل تقليل خطر إصابة المرأة بسرطان الثدي.
تعتبر الرعاية الذاتية والنظام الغذائي الصحي ضروريان للحفاظ على مظهر الثدي وصحته. لذا، ليس من الحكمة الحكم على الرضاعة الطبيعية الممتدة بشكل واسع بناءً على أسطورة غير مثبتة. يجب على الأمهات اتخاذ قرارات مدروسة حول الرضاعة بناءً على المعلومات الصحيحة واحتياجات أطفالهن.
“تشير الأبحاث إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من خطر إصابة الطفل ببعض الأمراض وتساعد في بناء جهاز مناعة قوي.” UNICEF
كما أن الرضاعة قد تعزز من الروابط العاطفية بين الأم وطفلها، مما يساهم في تجربة أمومة مرضية. من الضروري دعم الأمهات في مسارهن للرضاعة الممتدة وعدم السماح للخرافات بأن تقودهن بعيداً عن هذه التجربة الإيجابية.
للتلخيص…
في الختام، الرضاعة الطبيعية الممتدة ليست مجرد خيار غذائي بل هي طريق لتعزيز صحة الطفل وعلاقته بأمه. من خلال فهم الحقائق وتجاوز الأساطير المحيطة بهذه الممارسة، يمكن للأمهات اتخاذ قرارات مستنيرة تعود بالفائدة علىهن وعلى أطفالهن. زيادة الوعي بمدى فوائد الرضاعة الطبيعية تساهم في دعم الأمهات لتقديم أفضل ما لديهن لأطفالهن.
أسئلة شائعة حول الخرافات المتعلقة بالرضاعة الطبيعية الممتدة
متى تصبح الرضاعة الطبيعية غير مفيدة؟
الفِطام يستنِدُ متى ينبغي التوقف عن الرضاعة الطبيعية (أي فطام wean الرضيع) إلى احتياجات ورغبات الأم وصغيرها معًا، ولكن يُفضَّل ألَّا يحدث هذا إلى أن يبلغ الصغير 12 شهرًا من العمر على الأقل. يُعدُّ الفطام التدريجي على مدى أسابيع أو أشهر في أثناء الفترة التي يُقدَّم فيها للرضيع طعامًا أكثرَ شُيُوعًا.
ما سبب رغبة الرضيع في الرضاعة باستمرار؟
وممكن أن يطلب الرضيع الرضاعة باستمرار لأسباب أخرى، مثل: الشعور بالألم: بسبب المغص أو الانتفاخ أو الشعور بالبرد الذي يجعل الرضيع يرغب في الرضاعة باستمرار، ما يشعره بالأمان ويخفف ألمه. النعس والرغبة في النوم: فمكونات لبن الأم تساعد الرضيع على الاسترخاء والنوم.
متى يفسد حليب الأم في الثدي؟
يمكن تخزين حليب الثدي المسحوب حديثًا في الجزء الخلفي من المجمِّد لمدة تصل إلى 12 شهرًا. ومع ذلك، يفضَّل استخدام الحليب المتجمد في غضون ستة أشهر.
هل الرضاعة الطبيعية تخرب شكل الثدي؟
لسوء الحظ هذا الفهم الخاطئ يكلف الكثير. يجب طمأنة الأمهات أن الرضاعة الطبيعية لن تؤثر في شكل الثديين كما أن لها فوائد صحية هامة على كل من الأم والطفل الرضيع. في هذه الدراسة قام الباحثون بدراسة عادة الرضاعة الطبيعية لـ160 سيدة ممن خضعن في السابق لجراحة زراعة ثدي.